كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


<تنبيه> ذكر هنا أن الواحدة بعشرة وفي خبر أحمد عن ابن عمرو من صلى على النبي صلى اللّه عليه وسلم واحدة صلى اللّه عليه وملائكته سبعين صلاة، قال في الإتحاف‏:‏ قد اختلف مقدار الثواب في هذه الأحاديث ويجمع بأنه كان يعلم بهذا الثواب شيئاً فشيئاً فكلما علم بشيء قاله‏.‏

- ‏(‏حم خد ن‏)‏ في الصلاة ‏(‏ك‏)‏ في الدعاء ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر‏:‏ رواته ثقات‏.‏

8811 - ‏(‏من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة‏)‏ أي تدركه فيها شفاعة خاصة غير العامة وفي هذا الحديث وما قبله وبعده دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة اللّه وتكفير السيئات ورفع الدرجات والإغاثة بالشفاعة عند شدة الحاجة إليها، قال الأبي‏:‏ وقضية اللفظ حصول الصلاة بأي لفظ كان وإن كان الراجح الصفة الواردة في التشهد وفيه دليل على فضل الصلاة والسلام على النبي صلى اللّه عليه وسلم وأنه من ‏[‏ص 170‏]‏ أفضل الأعمال وأجل الأذكار بموافقة الجبار على ما قال ‏{‏إن اللّه وملائكته يصلون على النبي‏}‏ صلى اللّه عليه وسلم ولو لم يكن للصلاة عليه ثواب إلا رجاء شفاعته لكفى‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ رمز لحسنه قال الحافظ العراقي‏:‏ وفيه انقطاع وقال الهيثمي‏:‏ رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد لكن فيه انقطاع لأن خالداً لم يسمع من أبي الدرداء‏.‏

8812 - ‏(‏من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائياً‏)‏ أي بعيداً عني ‏(‏أبلغته‏)‏ أي أخبرت به من أحد من الملائكة وذلك لأن لروحه تعلقاً بمقر بدنه الشريف وحرام على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فحاله كحال النائم الذي ترقى روحه بحسب قواها إلى ما شاء اللّه له مما اختص به من بلوغه غاية القدرة له بحسب قدره عند اللّه في الملكوت الأعلى ولها بالبدن تعلق فلذا أخبر بسماعه صلاة المصلي عليه عند قبره، وذا لا ينافيه ما مر في خبر ‏"‏حيثما كنتم فصلوا علي‏"‏ من أن معناه لا تتكلفوا المعاودة إلى قبري فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ما ذاك إلا لأن الصلاة في الحضور مشافهة أفضل من الغيبة لكن المنهي عنه هو الاعتياد الرافع للحشمة المخالف لكمال المهابة والإجلال‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن حجر في الفتح‏:‏ سنده جيد وهو غير جيد قال البيهقي‏:‏ رواه في الشعب وفي كتاب حياة الأنبياء من حديث محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي هريرة وضعفه في كتاب حياة الأنبياء بابن مروان هذا وأشار الى أن له شواهد اهـ‏.‏ وقال العقيلي‏:‏ حديث لا أصل له وقال ابن دحية‏:‏ موضوع تفرد به محمد بن مروان السدي قال‏:‏ وكان كذاباً وأورده ابن الجوزي في الموضوع، وفي الميزان‏:‏ ابن مروان السدي تركوه واتهم بالكذب ثم أورد له هذا الخبر‏.‏

8813 - ‏(‏من صلى علي صلاة كتب اللّه له قيراطاً‏)‏ أصله قراط بالتشديد قلب أحد المتجانسين ياء بدليل جمعه على قراريط كدينار ودنانير ‏(‏والقيراط مثل أحد‏)‏ أي مثل جبل أحد في عظم القدر وهذا يستلزم دخول الجنة لأن من لا يدخلها لا ثواب له والمراد بالقيراط هنا نصيب من الآجر وهو من مجاز التشبيه، شبه المعنى العظيم بالجسم العظيم وخص القيراط بالذكر لأن غالب ما تقع به المعاملة إذ ذاك كان به فالمراد تعظيم الثواب فمثل للعيان بأعظم الجبال خلقاً وأكثرها إلى النفوس المؤمنة حباً ويمكن كونه حقيقة بأن يجعل اللّه عمله يوم القيامة جسماً قدر أحد ويوزن، كذا قرروه، وقال ابن العربي‏:‏ تقدير الأعمال بنسبة الأوزان تقريباً للأفهام وذلك لفقه بليغ وهو أن أصغر القراريط إذا كان من ثلاث حبات فالذرة التي يخرج بها من النار جزء من ألف وأربعة وعشرين جزءاً من حبة من قيراط أكبره أكبر من جبل أحد وهو أكبر من هذا البلد قال‏:‏ وقراريط الحسنات هذا تقديرها أما قيراط السيئات فهو من ثلاث حبات لا تزيد بل تمحقه الحسنة وتسقطه‏.‏

- ‏(‏عب عن علي‏)‏ أمير المؤمنين رمز المصنف لحسنه‏.‏

8814 - ‏(‏من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته حتى تتم‏)‏ الظاهر أن المراد إذا صلى صلاة مفروضة وأخل بشيء من أبعاضها أو هيئاتها كملت من نوافله حتى تصير صلاة مفروضة مكملة السنن والآداب ويحتمل أن المراد أنه إذا حصل منه خلل في بعض الشروط أو الأركان ولم يعلم به في الدنيا يتمم له من تطوعه ولا مانع من شموله للأمرين فتدير‏.‏

- ‏(‏طب عن عائذ‏)‏ بمثناة تحتية ومعجمة ‏(‏ابن قرظ‏)‏ شامي روى عنه السكوني وغيره رمز لحسنه قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

8815 - ‏(‏من صلى خلف إمام فليقرأ بفاتحة الكتاب‏)‏ أي ولا يجزيه قراءة الإمام وهذا مذهب الشافعي وذهب الحنفية إلى أنه تجزيه قراءة إمامه مطلقاً تمسكاً بخبر ‏"‏من صلى خلف إمام فقراءة الإمام له قراءة‏"‏ قال في الفتح‏:‏ وهو حديث ضعيف ‏[‏ص 171‏]‏ عند الحفاظ‏.‏

- ‏(‏طب عن عبادة‏)‏ بن الصامت رمز لحسنه وفيه سعيد بن عبد العزيز قال الذهبي‏:‏ نكره‏.‏

8816 - ‏(‏من صلى عليه‏)‏ وهو ميت ‏(‏مئة من المسلمين غفر له‏)‏ ذنوبه ظاهره حتى الكبائر وفي رواية سبعون وفي رواية أربعون وقد مرّ وجه الجمع‏.‏

- ‏(‏ه عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ وغيره‏.‏

8817 - ‏(‏من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه‏)‏ أي لا حرج عليه فإنه جائز وبه أخذ الشافعي والجمهور بل يسن في المسجد عند الشافعي وأما ما وقع في رواية لأبي داود أيضاً فلا شيء له فأجيب بأن الذي في نسخه الصحيحة المعتمدة المسموعة فلا شيء عليه وبأنه لو صح حمل على بعض الأجر فيمن صلى عليها في المسجد ولم يشيعها الى المقبرة ويحضر الدفن أو جعل له بمعنى عليه كما في قوله تعالى ‏{‏وإن أسأتم فلها‏}‏ جمعاً بين الأدلة فقد صح في مسلم وغيره أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى على سهل بن بيضاء في المسجد وصلى على سعد بن معاذ في المسجد فمن ثم ذهب الشافعية إلى أن الصلاة عليه في المسجد أفضل عند أمن التلويث وكرهه مالك والحديث يرد عليه قال ابن العربي‏:‏ ولا إشكال فيه بيد أن مالكاً لاحتراسه وحسمه للذرائع منع من ذلك‏.‏

- ‏(‏د عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح وصالح مولى التوؤمة أحد رجاله كذبه مالك وقال ابن حبان‏:‏ تغير فصار يأتي بأشياء تشبه الموضوعات‏.‏

8818 - ‏(‏من صلى صلاة فريضة فله‏)‏ أي عقبها ‏(‏دعوة مستجابة ومن ختم القرآن‏)‏ أي قراءة ‏(‏فله دعوة مستجابة‏)‏ فإما أن تعجل في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة أو يعوض بما هو أصلح‏.‏

- ‏(‏طب عن العرباض‏)‏ بن سارية قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف‏.‏

8819 - ‏(‏من صمت‏)‏ عن النطق بالشر ‏(‏نجا‏)‏ من العقاب والعتاب يوم المآب قال الغزالي‏:‏ هذا من فصل الخطاب وجوامع كلمه صلى اللّه عليه وسلم وجواهر حكمه ولا يعرف ما تحت كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء وذلك أن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة من نحو كذب وغيبة ونميمة ورياء ونفاق وفحش ومراء وتزكية نفس وخوض في باطل ومع ذلك إن النفس تميل إليها لأنها سباقة إلى اللسان ولها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع والشيطان فالخائض فيها قلما يقدر على أن يلزم لسانه فيطلقه فيما يحب ويكفه عما لا يحب ففي الخوض خطر وفي الصمت سلامة مع ما فيه من جمع الهم ودوام الوقار وفراغ الفكر للعبادة والذكر والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة قال ابن حجر‏:‏ الأحاديث الواردة في الصمت وفضله كمن صمت نجا وحديث ابن أبي الدنيا بسند رجاله ثقات أيسر العبادة الصمت لا يعارض حديث ابن عباس الذي جزم بقضيته الشيخ في التنبيه من النهي عن صمت يوم إلى الليل لاختلاف المقاصد في ذلك فالصمت المرغب فيه ترك الكلام الباطل وكذا المباح إن جر إليه والصمت المنهي عنه ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه وكذا المباح المستوي الطرفين‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ في الزهد ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص وقال‏:‏ غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة قال النووي في الأذكار بعد ما عزاه للترمذي‏:‏ إسناده ضعيف وإنما ذكرته لأبينه لكونه مشهوراً وقال الزين العراقي‏:‏ سند الترمذي ضعيف وهو عند الطبراني بسند جيد وقال المنذري‏:‏ رواة الطبراني ثقات اهـ‏.‏ وقال ابن حجر‏:‏ رواته ثقات‏.‏

8820 - ‏(‏من صنع إليه معروف‏)‏ ببناء صنع للمجهول ‏(‏فقال لفاعله جزاك اللّه خيراً فقد أبلغ في الثناء‏)‏ ‏[‏وهذا عند العجز عن مكافأته بالإحسان فإن قدر على مكافأته فالجمع بينهما أفضل من الاقتصار على الدعاء‏]‏ لاعترافه بالتقصير ولعجزه عن جزائه فوض جزاءه إلى اللّه ليجزيه الجزاء الأوفى قال بعضهم‏:‏ إذا قصرت يداك بالمكافأة فليطل لسانك بالشكر والدعاء بالجزاء الأوفى‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في البر ‏(‏ن‏)‏ في يوم وليلة ‏(‏حب عن أسامة‏)‏ بن يزيد قال الترمذي في جامعه‏:‏ حسن صحيح غريب وذكر في العلل أنه سأل عنه البخاري فقال هذا منكر وسعد بن الخمس أي أحد رجاله كان قليل الحديث ويروون عنه مناكير ومالك ابنه مقارب الحديث‏.‏

8821 - ‏(‏من صنع‏)‏ في رواية من اصطنع ‏(‏إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عليها يوم القيامة‏)‏ فيه من الدلالة على عناية اللّه ورسوله بهم ما لا يخفى فهنيئاً لمن فرج عنهم كربة أو لبى لهم دعوة أو أنالهم طلبة والوقائع الدالة على ذلك أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر فمن أراد الوقوف على كثير منها فعليه بتوثيق عرى الإيمان للبارزي ومؤلفات ابن الجوزي‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين وفيه عيسى بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال في الميزان عن الدارقطني‏:‏ متروك الحديث وعن ابن حبان يروي عن آبائه أشياء موضوعة فمن ذلك هذا وساق عدة أخبار هذا منها ورواه عنه أيضاً الجعابي في تاريخ الطالبين وفيه ما فيه‏.‏

8822 - ‏(‏من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب‏)‏ أي ذريته والكلام في المسلمين ‏(‏في الدنيا فعليَّ مكافأته إذا لقيني‏)‏ أي في القيامة يوم الفزع الأكبر ونعم المجازي والمكافئ في محل الاضطرار‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة عبد الرحمن بن أبي كامل الفزازي ‏(‏عن عثمان‏)‏ بن عفان وفيه عبد الرحمن بن أبي الزياد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ضعفه النسائي وقد وثق وأبان بن عثمان متكلم فيه وقال ابن الجوزي في العلل‏:‏ حديث لا يصح ورواه أيضاً الطبراني في الأوسط قال الهيثمي‏:‏ وفيه عبد الرحمن المذكور وهو ضعيف‏.‏

8823 - ‏(‏من صور صورة‏)‏ ذات روح ‏(‏في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ‏)‏ أي ألزم ذلك وطوقه ولا يقدر عليه فهو كناية عن دوام تعذيبه واستفيد منه جواز التكليف بالمحال في الدنيا كما جاز في الآخرة لكن ليس مقصود هذا التكليف طلب الامتثال بل تعذيبه على كل حال وإظهار عجزه عما تعاطاه مبالغة في توبيخه وإظهاراً لقبح فعله ذكره القرطبي، وهذا وعيد شديد يفيد أن التصوير كبيرة وتمسك بعضهم بهذا الخبر على أنه أغلظ من القتل لأن وعيده ينقطع بحمل قوله تعالى ‏{‏خالداً فيها‏}‏ على الأمد الطويل وهنا لا يستقيم أن يقال يعذب زمناً طويلاً ثم يخلص لكونه مغياً بما لا يمكن وهو نفخ الروح فيها المستحيل حصوله ولهذا ذهب المعتزلة إلى تخليده في النار وأهل السنة على خلافه وحملوا الخبر على من يكفر بالتصوير كمن يصور صنماً ليعبد أو يقصد مضاهاة خلق اللّه وأما من لم يكفر به في حقه خرج مخرج الروع والتهويل فهو متروك الظاهر وفيه أن أفعال العباد مخلوقة للّه للحوق الوعيد لمن تشبه بالخالق ‏[‏ص 173‏]‏ فكيف يقال إن اللّه خالق حقيقة واعترض بأن الوعيد على خلق الجواهر لا الأفعال والمعتزلة لم تقل بخلق الجواهر لغير اللّه وأجيب بأن الوعيد لاحق بالشكل والهيئة وذلك غير جوهر واعترض بأنه لو كان كذا كان تصوير غير ذي روح كذا ومنع بأن ذا رخص فيه بأثر ورد فيه نعم الاستدلال بذلك غير مرضي من جهة أخرى وهو أن المسألة قطعية والدليل من الآحاد‏.‏

- ‏(‏حم ق ن‏)‏ من حديث النضر بن أنس ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال‏:‏ كنت جالساً عند ابن عباس فجعل يفتي ولا يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى سأله رجل فقال‏:‏ إني أصور هذه الصورة قال له ابن عباس‏:‏ ادن فدنا فقال ابن عباس‏:‏ سمعته يقول فذكره‏.‏

8724 - ‏(‏من ضارّ‏)‏ بشد الراء أي أوصل ضرراً إلى مسلم بغير حق ‏(‏ضارّ اللّه به‏)‏ أي أوقع به الضرر وشدد عليه عقابه في العقبى ‏(‏ومن شاق‏)‏ بشد القاف أي أوصل مشقة إلى أحد بمحاربة أو غيرها ‏(‏شق اللّه عليه‏)‏ أي أدخل عليه ما يشق عليه مجازاة له على فعله بمثله وأطلق ذلك ليشمل المشقة على نفسه وعلى الغير بأن يكلف نفسه أو غيره بما هو فوق طاقته‏.‏

- ‏(‏حم 4 عن أبي صرمة‏)‏ بصاد مهملة مكسورة وراء ساكنة مالك بن قيس ويقال ابن أبي قيس ويقال قيس بن مالك أنصاري بخاري شهد بدراً وما بعدها وكان شاعراً مجيداً، رمز لحسنه قال الترمذي‏:‏ غريب قال في المنار‏:‏ ولم يبين لم لا يصح وذلك لأن فيه لؤلؤة وهو لا يعرف إلا فيه قال ابن القطان‏:‏ وعندي أنه ضعيف ثم أطال في بيانه‏.‏

8825 - ‏(‏من ضحى‏)‏ أضحية ‏(‏طيبة بها نفسه‏)‏ أي من غير كراهة ولا تبرم بالإنفاق ‏(‏محتسباً لأضحيته كانت له حجاباً من النار‏)‏ أي حائلاً بينه وبين دخول نار جهنم‏.‏

- ‏(‏طب عن الحسن بن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الهيثمي‏:‏ فيه سليمان بن عمر النخعي وهو كذاب اهـ‏.‏ فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب‏.‏

8826 - ‏(‏من ضحى قبل الصلاة‏)‏ أي ذبح أضحيته قبل صلاة العيد ‏(‏فإنما ذبح لنفسه‏)‏ ولم يضح وفي رواية فإنما هو لحم قدمه لأهله ‏(‏ومن ذبح بعد الصلاة‏)‏ للعيد ‏(‏فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين‏)‏ وهي التضحية‏.‏

- ‏(‏ق عن البراء‏)‏‏.‏

8827 - ‏(‏من ضحك في الصلاة‏)‏ زاد في رواية قهقه ‏(‏فليعد الوضوء‏)‏ لبطلانه بالقهقهة وبه أخذ أبو حنيفة ومر أن مذهب الشافعي عدم النقض به ‏(‏و‏)‏ ليعد ‏(‏الصلاة‏)‏ لبطلانها بذلك أي بالاتفاق إن ظهر منه حرفان أو حرف مفهم‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ من حديث عبد العزيز بن حصين عن عبد الكريم أبي أمية عن الحسن ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وعبد الكريم تالف قال أحمد‏:‏ ليس في الضحك حديث صحيح اهـ‏.‏ ورواه الدارقطني من عدة وجوه بعدة أسانيد كلها ساقطة‏.‏

8828 - ‏(‏من ضرب غلاماً‏)‏ أي عبداً يعني قنا ذكراً كان أم أنثى ‏(‏له حداً لم يأته‏)‏ أي لم يأت بموجب ذلك الحد ولم يكن ذلك لمصلحته كتأديب وتعليم قال الطيبي‏:‏ جملة لم يأته صفة حداً والضمير المنصوب راجع إليه أي لم يأت موجبه فحذف المضاف ‏(‏أو لطمه‏)‏ أي ضربه على وجهه بغير جناية منه واللطم الضرب على الوجه ببطن الطف ‏(‏فإن‏)‏ ذلك ذنب منه وإن ‏(‏كفارته‏)‏ أي ستره يوم القيامة وغفره أن ‏(‏يعتقه‏)‏ فإن لم يفعل عوقب به في العقبى بقدر ما اعتدى به عليه ‏[‏ص 174‏]‏ أما في أحكام الدنيا فلا يلزمه عتقه ولا يعاقب لأجله لكونه ملكه هذا مذهب الأئمة الثلاثة وقال مالك‏:‏ إن ضربه ضرباً مبرحاً أو مثل به لزمه عتقه ويؤدب فإن لم يعتقه صار حراً‏.‏

- ‏(‏م‏)‏ في النذر ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ولم يخرجه البخاري‏.‏

8829 - ‏(‏من ضرب مملوكه‏)‏ حال كون السيد ‏(‏ظالماً‏)‏ له في ضربه إياه وفي أصول صحيحة ظلماً بدل ظالماً ‏(‏أقيد‏)‏ وفي رواية اقتص ‏(‏منه يوم القيامة‏)‏ ولا يلزمه في أحكام الدنيا شيء من قود أو عقل أو حد أو غيرها لتصرفه في ملكه‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن عمار‏)‏ بن ياسر قال الهيثمي كالمنذري‏:‏ رجاله ثقات ومن ثم رمز لحسنه‏.‏

8830 - ‏(‏من ضرب بسوط‏)‏ وفي رواية من ضرب سوطاً ‏(‏ظلماً اقتص منه يوم القيامة‏)‏ وإن كان المضروب عبده‏.‏

- ‏(‏خد هق‏)‏ وكذا البزار والطبراني ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي كالمنذري‏:‏ إسناده حسن اهـ‏.‏ وفيه عبد اللّه بن شقيق العقيلي قال في الميزان‏:‏ ثقة لكن فيه نصب وقال يحيى‏:‏ قال التيمي‏:‏ سيء الرأي فيه‏.‏

8831 - ‏(‏من ضم يتيماً له أو لغيره‏)‏ أي تكفل بمؤونته وما يحتاجه ‏(‏حتى يغنيه اللّه عنه وجبت له الجنة‏)‏ زاد في رواية ألبتة وهو نصب على المصدر والمراد به القطع بالشيء والمراد أنه لا بد له من الجنة وإن تقدم عذاب لأن المراد أنه يدخلها بلا عذاب ألبتة‏.‏

- ‏(‏طس عن عدي بن حاتم‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه المسيب بن شريك وهو متروك اهـ‏.‏ فرمز المصنف لحسنه غير لائق وكما أنه لم يصب في ذلك لم يصب في إيثاره هذا الطريق واقتصاره عليه مع وجود أمثل منه ففي الباب خبر أحمد والطبراني عن عمرو بن مالك القشيري يرفعه ‏"‏من ضم يتيماً من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه اللّه وجبت له الجنة‏"‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه علي بن زيد وهو حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح وخبرهما أيضاً عن زرارة مرفوعاً ‏"‏من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة‏"‏ قال الهيثمي‏:‏ حسن الإسناد‏.‏

8832 - ‏(‏من ضن بالمال أن ينفقه‏)‏ في وجوه البر ‏(‏وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان اللّه وبحمده‏)‏ أي فليلزم قول سبحان اللّه وبحمده قال في الفردوس‏:‏ يقال ضن بالشيء إذا بخل به فهو ضنين وهذا علق مضنة أي هو نفيس يضن به والمكابدة تحمل الضيق لصلاة الليل والشدة في طلب المعيشة‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم في‏)‏ كتاب المعرفة ‏(‏عن عبد اللّه بن حبيب‏)‏ قال الذهبي في الصحابة‏:‏ مجهول عن عبيد اللّه بن عمير وفي التقريب‏:‏ عبد اللّه بن حبيب بن ربيعة بن عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرىء مشهور بكنيته ولأبيه صحبة وفيه عبيد اللّه بن سعيد بن كثير قال الذهبي‏:‏ فيه ضعف عن أبيه سعيد قال السعدي‏:‏ فيه غير لون من البدع وكان مختلطاً غير ثقة قال الذهبي‏:‏ وهذا مجازفة‏.‏

8833 - ‏(‏من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً أو آذى مؤمناً‏)‏ في الجهاد ‏(‏فلا جهاد له‏)‏ ‏[‏وكذا من ضيق طريق الحاج والمسجد والجامع، وفيه دليل على أنه يستحب للإمام إذا رأى بعض الناس فعل شيئاً مما تقدم أن يبعث منادياً ينادي بإزالة ما تضرر به الناس ويتأذون به وهذا لا يختص بالجهاد بل أمير الحاج كذلك وكذا الأمير الحاكم في المدينة ومن يتكلم في الحسبة ونحو ذلك‏]‏ أي كاملاً أو لا أجر له في جهاده‏.‏

- ‏(‏حم ‏[‏ص 175‏]‏ د عن معاذ بن أنس‏)‏ الجهني عن أبيه قال‏:‏ غزوت مع نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم غزوة فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث منادياً ينادي بذلك رمز لحسنه وفيه عند أحمد إسماعيل بن عياش‏.‏

8834 - ‏(‏من طاف بالبيت‏)‏ الكعبة ‏(‏سبعاً‏)‏ أي سبعة أشواط ‏(‏وصلى ركعتين كان كعتق رقبة‏)‏ وفي رواية أبي نعيم بدله كعدل رقبة يعتقها‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ في الحج ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح ورواه عنه أيضاً الترمذي وحسنه بلفظ من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة‏.‏

8835 - ‏(‏من طاف بالبيت خمسين مرة‏)‏ قيل أراد بالمرة الشوط وردَّ، وقيل أراد خمسين أسبوعاً ‏(‏خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‏)‏ والمراد أن الخمسين توجد في صحيفته ولو في عمره كله لا أنه يأتي بها متوالية‏.‏

- ‏(‏ت عن ابن عباس‏)‏ ثم استغربه قال ابن الجوزي‏:‏ فيه يحيى بن اليمان قال أحمد‏:‏ ليس بحجة وابن المديني‏:‏ تغير حفظه وأبو داود‏:‏ يخطىء في الأحاديث ويقلبها وفيه شريك قال يحيى‏:‏ ما زال مخلطاً‏.‏

8836 - ‏(‏من طلب‏)‏ أي سأل من اللّه ‏(‏الشهادة‏)‏ أي أن يموت شهيداً حال كونه ‏(‏صادقاً‏)‏ أي مخلصاً في طلبه إياها ‏(‏أعطيها‏)‏ بالبناء للمفعول أي أجر الشهادة بأن يبلغه اللّه منازل الشهداء كما فسره بذلك في رواية أخرى ‏(‏ولو لم تصبه‏)‏ الشهادة بأن مات على فراشه وذلك أمر لا يطلع عليه إلا اللّه أو من أطلعه اللّه عليه وجواب لو محذوف لدلالة ما قبله عليه أو ما قبله جواب‏.‏ قال عياض‏:‏ هذا يدل على أن من نوى شيئاً من أفعال الخير ولم يفعله لعذر يكون بمنزلة من عمله ويدل على ندب سؤال الشهادة ونية الخير لا يقال سؤالها ملزوم لتمني لقاء العدوّ المنهي عنه لأنه لا يتعين في سؤالها كونه على وجه يلزم منه ذلك بل يمكنه أن يقول اللهم إن قضيت بحضوري لقاء العدو فهب لي الشهادة أو ما في معنى ذلك‏.‏

- ‏(‏حم عن أنس‏)‏ بن مالك‏.‏

8837 - ‏(‏من طلب العلم‏)‏ الشرعي النافع ‏(‏كان كفارة لما مضى‏)‏ من الذنوب‏.‏ قال الحرالي‏:‏ وإذا كان هذا فيمن طلب فكيف بمن يفيده العامّة والخاصة إذ هو أولى وأحق‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في العلم ‏(‏عن سخبرة‏)‏ بسين مهملة مفتوحة وخاء معجمة ساكنة وموحدة تحتية مفتوحة وراء بعدها تاء التأنيث وهو الأزدي أو الأسدي في صحبته خلف قال مخرجه الترمذي‏:‏ ضعيف الإسناد اهـ، وفيه نفيع وهو أبو داود الأعمى قال أبو داود‏:‏ ضعيف جداً، وقال الذهبي‏:‏ تركوه وكان يترفض ورواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي‏:‏ وفيه أبو داود الأعمى كذاب‏.‏

8838 - ‏(‏من طلب العلم تكفل اللّه له برزقه‏)‏ تكفلاً خاصاً بأن يسوقه من حيث لا يحتسب فينبغي لطالبه أن يتوكل على ربه ويقنع من القوت بما تيسر ومن اللباس بما ستر قال الشافعي‏:‏ لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس قيل‏:‏ ولا غني مكفي قال‏:‏ ولا غني مكفي‏.‏ وقال مالك‏:‏ من لم يرض بالفقر لم يبلغ من العلم ما يريد، وقال أبو حنيفة‏:‏ يستعان عليه بجمع الهم وخوف العلائق‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة محمد بن القاسم السمسار ‏(‏عن زياد بن الحارث الصدائي‏)‏ بضم الصاد وفتح الدال المهملتين نسبة إلى صداء قبيلة من اليمن، وفيه يونس بن عطاء أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ لا يجوز الاحتجاج به‏.‏

8839 - ‏(‏من طلب العلم فهو في سبيل اللّه حتى يرجع‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ ويروى من خرج في طلب العلم إلخ‏.‏ قال الغزالي‏:‏ وهذا وما قبله وما بعده في العلم النافع، وهو الذي يزيد في الخوف من اللّه، وينقص من الرغبة في الدنيا، وكل علم لا يدعوك من الدنيا إلى الآخرة، فالجهل أعود عليك فيه فاستعذ باللّه من علم لا ينفع‏.‏

- ‏(‏حل عن أنس‏)‏ بن مالك، وفيه خالد بن يزيد مضعف‏.‏

8840 - ‏(‏من طلب العلم ليجاري به العلماء‏)‏ أي يجري معهم في المناظرة والجدال ليظهر علمه رياء وسمعة ‏(‏أو ليماري به السفهاء‏)‏ أي يحاججهم ويجادلهم مباهاة وفخراً قال القاضي‏:‏ المجاراة المفاخرة من الجري لأن كلاً من المتفاخرين يجري مجرى الآخر والمباراة المحاجة والمجادلة من المرية وهو الشك فإن كلاً منهما يشك فيما يقوله صاحبه أو يشككه بما يورده على حجته أو من المرىء وهو مسح الحالب الضرع ليستنزل منه اللبن فإن كلاً من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه والسفهاء الجهال فإن عقولهم ناقصة مرجوحة بالإضافة إلى عقول العلماء ‏(‏أو يصرف به وجوه الناس إليه‏)‏ أي يطلب العلم بنية تحصيل المال والجاه وصرف وجوه العامة ‏(‏أدخله اللّه النار‏)‏ أي نار جهنم جزاءاً بما عمل قال في العوارف‏:‏ إنما كان المراء وما معه سبباً لدخولها لظهور نفوسهم في طلب القهر والغلبة وهما من صفات الشيطنة، قال حجة الإسلام‏:‏ روي عن معاذ أن من العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره فذاك في الدرك الأول من النار ومن يكون في علمه كالسلطان إن رد عليه غضب فذاك في الثاني ومن يجعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف والمال فهو في الثالث ومن ينصب نفسه للفتيا فيفتي بالخطأ ففي الرابع ومن يتكلم بكلام أهل الكتاب ففي الخامس ومن يتخذ علمه نبلاً وذكراً في الناس ففي السادس ومن يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وأنف فذاك في السابع وفي الخبر ‏"‏إن العبد ينشر له لواء من الثناء ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند اللّه جناح بعوضة‏"‏‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في العلم ‏(‏عن كعب بن مالك‏)‏ عن أبيه يرفعه رمز المصنف لحسنه وقال‏:‏ غريب وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة قال الذهبي في الكبائر‏:‏ واه وقال غيره‏:‏ متكلم فيه من قبل حفظه وقال في اللسان‏:‏ عن العقيلي في الباب عن جمع من الصحب كلها لينة الأسانيد قال‏:‏ وقال العلائي‏:‏ هذه الأحاديث بواطيل وقال في المهذب‏:‏ عن الدارقطني إسحاق متروك‏.‏

8841 - ‏(‏من طلب البدعة ألزمناه بدعته‏)‏ الذي وقفت عليه في نسخ من هذا الجامع طلب بالباء والذي رأيته في أصول صحيحة من سنن البيهقي ومختصرها للذهبي بخطه من طلق للبدعة اهـ‏.‏ ولفظ الدارقطني من طلق في البدعة ألزمناه بدعته وبه احتج من ذهب إلى أن الطلاق البدعي يلزم ويقع وإن كان حراماً ومن ذهب إلى عدم لزومه تمسك بخبر ‏"‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏"‏‏.‏

- ‏(‏هق عن معاذ‏)‏ بن جبل قال في المطامح‏:‏ سنده ضعيف ورواه الدارقطني من هذا الوجه ثم قال‏:‏ فيه إسماعيل بن أبي أمية البصري متروك الحديث وقال ابن الجوزي‏:‏ لا يصح وأورده في لسان الميزان وقال‏:‏ قال ابن حزم‏:‏ حديث موضوع وإسماعيل ساقط يعني إسماعيل بن أبي عباد البصري أحد رجاله‏.‏

8842 - ‏(‏من ظلم قيد شبر‏)‏ بكسر القاف وسكون التحتية أي قدره ‏(‏من الأرض طوقه‏)‏ بضم الطاء المهملة وكسر الواو المشددة مبنياً للمفعول ‏(‏من سبع أرضين‏)‏ بفتح الراء وقد يسكن أي يوم القيامة فيجعل الأرض في عنقه كالطوق وقيل ‏[‏ص 177‏]‏ أراد أطواق التكليف وقد مر ذلك فينبغي المبادرة بالخروج من تلك الظلامة قبل أن يكون ممن باع جنة عرضها السماوات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات ‏{‏ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار‏}‏ بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار، وفي الحديث تهديد عظيم للغاصب، قال بعض شراح البخاري‏:‏ سيما ما يفعله بعضهم من بناء الربط والمدارس ونحوهما مما يظنون به القرب والذكر الجميل من غصب الأرض لذلك وغصب الآلات واستعمال العمال ظلماً بتقدير أن يعطى من مال حرام المأخوذ ظلماً الذي لم يقل بحل أخذه ولا الكفار على اختلاف مللهم فيزداد هذا الظالم بإرادته الخير على زعمه من اللّه بعداً‏.‏

<تنبيه> هذا الحديث مما تمسك به المعتزلة على دوام تعذيب صاحب الكبيرة في النار قالوا لأنه تعالى لا يبدل القول لديه‏.‏

- ‏(‏حم م ق عن عائشة وعن سعيد بن زيد‏)‏ قال المصنف‏:‏ وهذا متواتر‏.‏

8843 - ‏(‏من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة‏)‏ بضم الخاء وفتحها وسكون الراء ما يخترف أي يجتنى من الثمر أي لم يزل في بستان يجتني منه الثمر، شبه ما يحوزه العابد من الثواب بما يحوزه المحترف من الثمر ‏(‏حتى يرجع‏)‏ ويخرج من ذلك التشبيه التلويح بقرب المتناول وقيل المراد بالخرفة هنا الطريق قال ابن جرير‏:‏ وهو صحيح أيضاً إذ معناه عليه أن عائده لم يزل سالكاً طريق الجنة لأنه من الأمور التي يتوصل بها إليها‏.‏

- ‏(‏م عن ثوبان‏)‏ مولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وتمامه عند مسلم قيل يا رسول اللّه وما خرفة الجنة قال جناها‏.‏

8844 - ‏(‏من عاذ باللّه فقد عاذ بمعاذ‏)‏ أي لجأ إلى ملجأ وأي ملجأ قال ابن العربي‏:‏ دليل على أن كل من صرح بالاستعاذة باللّه لأحد في شيء فليجب إليه وليقبل منه وقد ثبت أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم دخل على امرأة قد نكحها فقالت له‏:‏ أعوذ باللّه منك فقال‏:‏ لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك‏.‏

- ‏(‏حم‏)‏ من حديث عبد الملك بن أبي جميلة عن عبد اللّه بن موهب ‏(‏عن عثمان‏)‏ بن عفان ‏(‏وابن عمر‏)‏ بن الخطاب وقال ابن موهب‏:‏ إن عثمان قال لابن عمر‏:‏ اذهب فافض قال‏:‏ أو تعفيني قال‏:‏ عزمت عليك قال‏:‏ لا تعجل أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فذكره قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فإني أعوذ باللّه أن أكون قاضياً قال الهيثمي‏:‏ رجال ثقات رمز المصنف لحسنه‏.‏

8845 - ‏(‏من عال جاريتين‏)‏ أي من ربى بنتين صغيرتين وقام بمصالحهما من نحو نفقة وكسوة ‏(‏حتى يدركا‏)‏ رواية البخاري حتى يبلغا ‏(‏دخلت أنا وهو الجنة كهاتين‏)‏ وضم أصبعيه مشيراً إلى قرب فاعل ذلك منه أي دخل مصاحباً لي قريباً مني يعني أن ذلك الفعل مما يقرب فاعله إلى درجة من درجات المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قال ابن عباس‏:‏ هذا من كرائم الحديث وغرره‏.‏

- ‏(‏م ت عن أنس‏)‏ بن مالك واستدركه الحاكم فوهم ورواه البخاري بلفظ من عال جاريتين حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين قال الأكمل‏:‏ في الكلام تقديم وتأخير فأما في جاء ضمير يعود إلى من وقوله هو تأكيد له وقوله أنا معطوف عليه وتقديره هو وأنا ثم قدم أنا لكون المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أصلاً في تلك الخصلة أو قدم في الذكر لشرفه اهـ‏.‏ واعترض بأن تقديم المعطوف على المعطوف عليه لا يجوز فالأولى جعل أنا مبتدأ وهو معطوف عليه وكهاتين الخبر والجملة حالية بدون الواو نحو ‏{‏اهبطوا بعضكم لبعض عدو‏}‏‏.‏

8846 - ‏(‏من عال أهل بيت من المسلمين‏)‏ أي قام بما يحتاجونه من نحو قوت وكسوة يومهم وليلتهم ‏(‏غفر اللّه له ذنوبه‏)‏ أي الصغائر فقط‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

8847 - ‏(‏من عال ثلاث بناتٍ‏)‏ أي قام بما يحتجنه من نحو نفقة وكسوة وغيرهما ‏(‏فأدبهن‏)‏ بآداب الشريعة الإسلامية وعلمهن أمور دينهن ‏(‏وزوجهن‏)‏ من كفء عند احتياجهن للزواج ‏(‏وأحسن إليهن‏)‏ بعد الزواج بنحو صلة وزيارة ‏(‏فله الجنة‏)‏ أي مع السابقين الأولين قال ابن عباس‏:‏ هذا من كرائم الحديث وغرره قال الزين العراقي‏:‏ في هذا الحديث تأكيد حق البناء على حق البنين لضعفهن عن القيام بمصالحهن من الاكتساب وحسن التصرف وجزالة الرأي‏.‏

- ‏(‏د عن أبي سعيد‏)‏ الخدري رمز لحسنه قال الحافظ العراقي‏:‏ رجاله موثقون‏.‏

8848 - ‏(‏من عد‏)‏ بالتشديد بلفظ المصنف ‏(‏غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت‏)‏ فإن الموت مصاحب له إن لم يفجأه اليوم وافاه في غد والقصد بهذا الحث على قصر الأمل وأنه ينبغي للإنسان أن لا يطول أمله فيثقل عليه عمله ويقدر قرب الموت ويتفكر في قصر العمل ويقول في نفسه إني أحتمل مشقة العمل الصالح اليوم فلعلي أموت الليلة وأصبر الليلة فلعلي أموت غداً فإن الموت لا يهجم في وقت مخصوص فالاستعداد له أولى من الاستعداد للدنيا وأنت تعلم أنك لا تبقى فيها إلا أمداً قليلاً ولعله لم يبق من أجلك إلا يوم أو نفس فقرر هذا على ما قلبك كل يوم وكلف نفسك على الطاعة يوماً فيوماً فإنك لو قدرت البقاء خمسين سنة وألزمتها الصبر على الطاعة نفرت واستعصت فإن فعلت ذلك فرحت عند الموت فرحاً لا آخر له وإن سوفت وتساهلت جاء الموت في وقت لا تحتسبه وتحسرت تحسراً لا آخر له وعند الصباح يحمد القوم السرى ‏{‏ولتعلمن نبأه بعد حين‏}‏ وأنشد ابن أبي الدنيا‏:‏

أيا فرقة الأحباب لا بد لي منك * ويا دار دنيا إنني راحل عنك

ويا قصر الأيام ما لي وللمنى * ويا سكرات الموت ما لي وللضحك

وما لي لا أبكي لنفسي بعبرة * إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي

ألا أي حي ليس بالموت موقناً * وأي يقين منه أشبه بالشك

- ‏(‏هب‏)‏ وكذا الخطيب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسلمه وليس كذلك بل إنما ذكره مقروناً ببيان حاله فقال عقبه‏:‏ هذا إسناد مجهول وروي من وجه آخر ضعيف اهـ بنصه‏.‏

8849 - ‏(‏من عرض عليه‏)‏ طيب وفي رواية ‏(‏ريحان‏)‏ أي نبت طيب الريح من أنواع المشموم وليس المراد قصره على ما هو المتعارف عند الفقهاء من اختصاصه بما لا ساق له منها ‏(‏فلا يرده‏)‏ برفع الدال على الفصيح المشهور ‏(‏فإنه خفيف المحمل‏)‏ بفتح الميم الأولى وكسر الثانية مصدر ميمي أي قليل المنة ‏(‏طيب الريح‏)‏ تعليل ببعض العلة لا بتمامها والمراد لا يرده لأنه هدية قليلة نافعة ولا مؤونة فيها ولا منة ولا يتأذى المهدي بها فردها لا وجه له قال ابن القيم‏:‏ هذا لفظ الحديث وبعضهم يرويه من عرض عليه طيب فلا يرده وليس بمعناه فإن الريحان تخف مؤونته ويتسامح به بخلاف نحو مسك وعنبر وظاهره أن رواية الطيب منكرة أو نادرة والأشهر أكثر ريحان وليس كذلك فقد قال ابن حجر‏:‏ رواه أحمد وسبعة أنفس معه بلفظ الطيب ورواه مسلم بلفظ الريحان قال‏:‏ والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد وفيه الترغيب في استعمال الطيب وعرضه من يستعمله‏.‏

- ‏(‏م‏)‏ في الطب ‏(‏د‏)‏ في الترجل وكذا النسائي في الزينة وابن حبان في صحيحه كلهم ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ولم يخرجه البخاري‏.‏

8850 - ‏(‏من عزى ثكلى‏)‏ بفتح المثلثة مقصورة، من فقدت ولدها ‏(‏كسي برداً في الجنة‏)‏ مكافأة له على تعزيتها وذلك بأن يذكر لها الصبر وفضله والابتلاء وأجره والمصيبة وثوابها وما في ذلك من الآيات والأخبار والآثار لكن لا يعزي المرأة ‏[‏ص 179‏]‏ الشابة إلا محارمها أو زوجها ‏(‏تتمة‏)‏ كتب ذو القرنين لأمه حين حضرته الوفاة مرشداً أن اصنعي طعاماً للنساء ولا يأكل منه من أثكلت ولداً، ففعلت ودعتهن فلم تأكل منهن واحدة وقلن ما منا امرأة إلا وقد أثكلت ما هي له والدة فقالت‏:‏ ‏{‏إنا للّه وإنا إليه راجعون‏}‏ هلك ولدي وما كتب بهذا إلا تعزية لي‏.‏

- ‏(‏ت عن أبي برزة‏)‏ ثم قال أعني الترمذي‏:‏ وليس إسناده بالقوي وقال البغوي‏:‏ وهو غريب‏.‏

8851 - ‏(‏من عزى مصاباً‏)‏ أي حمله على الصبر بوعد الأجر ‏(‏فله‏)‏ في رواية كان له ‏(‏مثل أجره‏)‏ أي له مثل أجر صبره إذ المصيبة ليست فعله وقد قال تعالى ‏{‏إنما تجزون ما كنتم تعملون‏}‏ كذا ذكره ابن عبد السلام واعترض قال النووي‏:‏ والتعزية التصبير وذكر ما يسلي صاحب الميت ويخفف حزنه ويهوّن مصيبته وذلك لأن التعزية تفعلة من العزاء وهو الصبر والتصبير يكون بالأمر بالصبر وبالحث عليه بذكر ما للصابرين من الأجر ويكون بالجمع بينهما وبالتذكير بما يحمل على الصبر كما في حديث الصحيحين ‏"‏إن للّه ما أخذ وله ما أعطى‏"‏ ولا يتعين لها لفظ، كتب الشافعي إلى ابن مهدي فأرسل إليه تعزية في ابنه وكان جزع عليه‏.‏

إني معزيك لا أني على طمع * من الحياة ولكن سنة الدين

فما المعزى بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين

- ‏(‏ت ه‏)‏ وكذا البيهقي في السنن ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال الترمذي‏:‏ غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم ويقال أكثر ما ابتلى به على هذا الحديث نقموه عليه، وقال في الأذكار‏:‏ إسناده ضعيف وذكره ابن الجوزي في الموضوع وقال الخطيب‏:‏ رواه جمع عن أبي عاصم وليس شيء منها ثابتاً، وقال الذهبي‏:‏ حماد بن الوليد واه وله طرق لا تصح وقال ابن حجر‏:‏ كل التابعين لعليّ أضعف منه بكثير وليس فيها رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل فقد ذكرها صاحب الكمال ولم أقف على سندها اهـ، وقال الزركشي في تخريج الرافعي بعد ما ساق للحديث عدّة طرق‏:‏ هذا كله يردّ على ابن الجوزي حيث ذكر الحديث في الموضوعات، وقال العلائي‏:‏ له طرق لا طعن فيها وليس واهباً فضلاً عن كونه موضوعاً‏.‏

8852 - ‏(‏من عشق‏)‏ من يتصوّر حل نكاحه لها شرعاً لا كأمرد ‏(‏فعف ثم مات، مات شهيداً‏)‏ أي يكون من شهداء الآخرة لأن العشق وإن كان مبدأه النظر والسماع لكنهما غير موجبين له فهو فعل اللّه بالعبد بلا سبب، ولهذا قال أفلاطون‏:‏ ما أعلم الهوى غير أني أعلم أنه جنون إلهي لا محمود صاحبه ولا مذموم، وقال بعض الحكماء‏:‏ العشق طمع يحدث في القلب قهراً، وكلما قوي زاد صاحبه قلقاً وضجراً فيلتهب به الصدر فيحترق الدم فيصير مع الصفراء سوداء وطغيانه يفسد الفكر ويؤدي للجنون فربما مات وقتل نفسه، وإذا كان فعل القلب وأكثر أفعاله ضروريات فلا يؤاخذ به بل يؤجر عليه، والمراد بالعفة العفة عن إيتاء النفس حظها طلباً لراحة قلبه ومتابعة لهوى نفسه، وإن كان في غير محرم وكان صاحبه يأثم، لكن رتبة الشهادة سنية لا تنال إلا بفضيلة كاملة أو بلية شاملة وإنما قارب وصف من عف وصف القتيل في سبيل اللّه لتركه لذة نفسه فكما بذل المجاهد مهجته لإعلاء كلمة اللّه فهذا جاهد نفسه في مخالفة هواها بمحبته للقديم خوفاً ورهبة وإيثاراً على ما يحدث، ذكره في البحر‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة عطية بن الفضل ‏(‏عن عائشة‏)‏ وفيه أحمد بن محمد بن مسروق أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ لينه الدارقطني وسويد بن سعيد فإن كان هو الدقاق فقد قال عليّ بن عاصم منكر الحديث وإن كان الذي خرج له مسلم فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ قال أحمد‏:‏ متروك وأبو حاتم‏:‏ صدوق وفيه أيضاً أبو يحيى القتات‏.‏

8853 - ‏(‏من عشق فكتم وعف ومات مات شهيداً‏)‏ قال ابن عربي‏:‏ العشق التقاء الحب بالمحب حتى خالط جميع أجزائه واشتمل عليه اشتمال الصماء‏.‏

- ‏(‏خط‏)‏ في ترجمة عثمان المروزي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وفيه سويد بن سعيد قال أحمد‏:‏ متروك وقال ابن معين‏:‏ لو كان لي فرس ورمح لغزوته قال ابن الجوزي‏:‏ ومدار الحديث عليه فهو لا يصح لأجله ورواه الحاكم من عدة طرق كلها معلولة وهذا الطريق أمثلها فقد قال ابن حجر‏:‏ عن بعضهم إنه أقواها حتى يقال إن أبا الوليد الباجي رحمه اللّه تعالى نظم فيه‏:‏

إذا مات المحب جوى وعشقا * فتلك شهادة يا صاح حقاً

رواه لنا ثقات عن ثقات * عن الحبر ابن عباس يرقى

وقد غلط في هذا الطريق بعض الرواة فأدخل إسناداً في إسناد اهـ‏.‏ وقال ابن القيم‏:‏ هذا الحديث والذي قبله كله منهما موضوع ولا يجوز كونه من كلام المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وأطال لكن انتصر الزركشي لتقويته فقال‏:‏ أنكره ابن معين وغيره على سويد لكنه لم ينفرد به فقد رواه الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فذكره وهو إسناد صحيح وقد ذكره ابن حزم في معرض الاحتجاج وقال‏:‏ رواته ثقات‏.‏

8854 - ‏(‏من عفا عند القدرة‏)‏ على الانتصار لنفسه والانتقام من ظالمه ‏(‏عفا اللّه عنه يوم العسرة‏)‏ أي يوم الفزع الأكبر وفي هذه العدة عموم لا يقاس أمره في العظيم ‏{‏ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور‏}‏ فالعفو لذلك مندوب ندباً مؤكداً أصالة ثم قد ينعكس الأمر في بعض الأحوال فيرجع ترك العفو مندوباً إليه وذلك إذا احتيج إلى كف زيادة البغي وقطع مادة الأذى كما مرّ‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ رمز لحسنه قال الهيثمي‏:‏ فيه العلاء بن كثير وهو ضعيف‏.‏

8855 - ‏(‏من عفا عن دم لم يكن له ثواب إلا الجنة‏)‏ ‏.‏